سقوط العملات المشفرة عالية المخاطر.. مؤشر الأصول الصغيرة ينهار لأدنى مستوى منذ 2020
"أخبار العملات الرقمية". شهدت سوق العملات المشفّرة خلال الأسابيع الأخيرة واحدة من أقوى موجات الهبوط منذ سنوات، خصوصًا على مستوى الأصول الرقمية الصغيرة والمعروفة بأنها الأكثر مخاطرة. الانخفاض الأخير لم يكن مجرد حركة تصحيح عابرة، بل هبوط حاد دفع مؤشرات عديدة للعودة إلى مستويات شوهدت آخر مرة خلال ذروة الجائحة في 2020.
![]() |
| انهيار جديد يضرب العملات البديلة هل تقترب السوق من مرحلة الخطر الحقيقي؟ |
مؤشر الأصول الصغيرة يهبط بقوة
مؤشر "ماركت فكتور" المخصّص لقياس أداء أصغر 50 أصل رقمي داخل قائمة تضم 100 عملة، تراجع إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2020، قبل أن يقلص جزء صغير من خسائره لاحقًا. هذا السقوط كشف بوضوح أن الفئة عالية المخاطر هي أول من يتلقى الضربة عند اضطراب السوق، وأن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا من السابق.
الهبوط تزامن مع فقدان بتكوين –أكبر وأشهر العملات – للمكاسب التي حققتها منذ بداية 2025، بعدما كانت تقترب من زيادة 30% قبل أن تتبدد سريعًا. وبالمقارنة، جاءت العملات البديلة بأداء أضعف بكثير، ما يؤكد تغيّر سلوك المتداولين واتجاه رأس المال نحو الأصول الأكثر استقرارًا.
تغيّر في سلوك المستثمرين
خلال دورات الارتفاع السابقة، كانت العملات الصغيرة تحقّق مكاسب ضخمة بفضل شهية المخاطر، وغالبًا ما كانت تتفوق على العملات الكبرى. لكن هذا النمط لم يعد قائمًا، خصوصًا بعد موافقة الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة على إطلاق صناديق متداولة بالبورصة مبنية على بتكوين وإيثريوم، ما جذب رؤوس أموال مؤسساتية ضخمة نحو الأصول الكبرى فقط.
بحسب مدير المحافظ "براتيك كالا" من صندوق "أبولو كريبتو"، أصبح المتداول الفرد أكثر وعيًا: “مش كل موجة صعود بترفع السوق كله.. الموجة الحقيقية بترفع المشاريع القوية بس.”
خطر على صناديق العملات البديلة
تراجع العملات الصغيرة وضع مُصدّري الصناديق المتداولة في وضع صعب. بيانات “بلومبرغ إنتليجنس” تُظهر وجود أكثر من 130 طلبًا لإنشاء صناديق مبنية على عملات بديلة ما زالت قيد المراجعة لدى هيئة الأوراق المالية الأمريكية، ورغم ذلك، تظلّ شهية المستثمرين لهذه الفئة شبه معدومة.
حتى الصناديق التي أُطلقت بالفعل لم تحقق نتائج تُذكر. مثال على ذلك صندوق “DOJE” المرتبط بعملة دوج كوين، والذي لم يسجل أي تدفقات مالية منذ 15 أكتوبر، بينما انخفضت العملة نفسها بنسبة 13% خلال شهر واحد فقط.
خسائر ضخمة على مدى السنوات الأخيرة
الأداء الضعيف ليس وليد اللحظة. خلال السنوات الخمس الماضية، هبط مؤشر الأصول الصغيرة بحوالي 8%، في حين قفز مؤشر الأصول الكبرى بنسبة تتجاوز 380%، ما يوضح حجم الفجوة بين الفئتين.
الانهيار الكبير الذي ضرب السوق في 10 أكتوبر كان ضربة قاصمة؛ حيث تمت تصفية مراكز بقيمة تقارب 19 مليار دولار، وتبخر أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية للعملات الرقمية. ومنذ ذلك الحين، تراجعت شهية المخاطر بصورة حادة، وأصبح المستثمر يبتعد تمامًا عن العملات التي تعتمد على المضاربة فقط.
هل تقترب السوق من نقطة الخطر؟
الوضع الحالي يكشف عن حقيقتين:
- الأصول عالية المخاطر تواجه ضغطًا تاريخيًا لم تتعرض له منذ سنوات.
- المستثمرون يفضّلون الأمان حتى داخل سوق بطبيعتها متقلبة مثل العملات المشفرة.
ومع استمرار ضعف السيولة وخروج الأموال الساخنة من المشهد، تظل العملات البديلة تحت اختبار صعب، بينما تظل العملات الكبرى الوحيدة القادرة على جذب المؤسسات في هذه المرحلة الحساسة.
في النهاية، لا يزال الطريق ضبابيًا، والسوق لم تُظهر حتى الآن أي علامات واضحة على التعافي من الانهيار الأخير. وقد يكون السؤال الأهم الآن: هل نحن أمام بداية دورة جديدة، أم مجرد امتداد لفترة هبوط طويلة؟.
