البيتكوين يهبط بقوة والعملات البديلة تنهار: ما أسباب السقوط الحاد اليوم BTC؟
انهيار سوق العملات الرقمية: لماذا تهوي أسعار البيتكوين والعملات البديلة اليوم؟
![]() |
| العملات الرقمية انهيار غريب ومفاجئ يهز سوق العملات الرقمية.. هل بدأ التصحيح الأعنف في 2025؟ |
يشهد سوق الكريبتو واحدة من أكثر جلساته اضطرابًا خلال الأشهر الأخيرة، بعدما فقدت القيمة السوقية الإجمالية مليارات الدولارات في ساعات قليلة، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو ستة أشهر عند حدود 3.27 تريليون دولار. ومع هذا الهبوط السريع، تراجعت عملات رئيسية مثل البيتكوين والإيثيريوم بنسبة كبيرة، لتسجل انخفاضات وصلت لـ 23% و36% من قممها التاريخية.
هذا الانكماش المفاجئ انعكس على حالة السوق، حيث هبط مؤشر الخوف والجشع إلى مستوى 15، وهو رقم يشير صراحة إلى حالة ذعر بين المتداولين، وغياب شهية المخاطرة.
لماذا تهبط العملات الرقمية الآن؟
الآراء المتداولة على السوشيال ميديا حول تحركات “الحيتان” أو بيع الحكومات لكميات ضخمة من البيتكوين لم تدعمها البيانات الفعلية على السلسلة (On-chain)، كما لم تُظهر أسواق صناديق الاستثمار المتداولة أي نشاط غير معتاد يبرر هذا الانهيار.
بمعنى أوضح: المشكلة ليست داخل سوق العملات الرقمية فقط. بل إن الشرارة جاءت من الاقتصاد الكلي العالمي بعد صدور بيانات تضخم أمريكية أعلى من المتوقع. هذه البيانات دفعت المستثمرين للاعتقاد أن الاحتياطي الفيدرالي لن يقدم على خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، وهو ما أدى إلى تشديد الأوضاع المالية في الأسواق العالمية.
ومع ارتفاع الضغوط، بدأت الأصول شديدة الحساسية للمخاطر – مثل أسهم التكنولوجيا والعملات الرقمية – في التراجع بسرعة. كما أن التباطؤ الملحوظ في قطاع الذكاء الاصطناعي أضاف طبقة جديدة من القلق، ليحوّل التراجع التدريجي إلى انهيار واسع النطاق.
المضاربة تُشعل الهبوط: تصفية ضخمة للمراكز ذات الرافعة
الأمر لم يقف عند حدود القلق الاقتصادي، حيث شهدت منصات التداول موجة قوية من تصفية المراكز ذات الرافعة العالية، وهو ما دفع البيتكوين للهبوط إلى مستويات أدنى بوتيرة متسارعة، ككرة ثلج تتدحرج بلا توقف.
كذلك لم تكن الأسواق التقليدية في وضع صحي؛ إذ جاء قرار سوفت بنك ببيع حصته بالكامل في إنفيديا صادمًا لأسواق التكنولوجيا، بينما أعاد انهيار صندوقي تحوط ضخمَين إلى الأذهان أجواء ما قبل أزمة 2007. هذا التوتر عبر الأسواق انعكس بطبيعة الحال على سوق العملات الرقمية، مضاعفًا الهبوط.
انتهاء خيارات العملات يزيد الضغط على البيتكوين والإيثيريوم
تزامن هذا الانخفاض مع انتهاء صلاحية خيارات بقيمة تتجاوز 4.7 مليار دولار لعملتي البيتكوين والإيثيريوم، ليضيف مزيدًا من الاضطراب لحركة الأسعار. ارتفاع عقود البيع (Put Options) أظهر أن شريحة كبيرة من المتداولين تستعد لمزيد من الهبوط.
وتشير تحليلات السوق إلى أن “مستوى الألم الأقصى” للبيتكوين ما زال أعلى بكثير من السعر الحالي، ما يعني أن الضغط الهبوطي لا يزال قائمًا.
أما الإيثيريوم، فيبدو أنه يواجه سيناريو مشابهًا، مع توقعات بزيارة مستويات أقل من 3000 دولار.
هل هذا طبيعي؟ التقلب جزء من رحلة البيتكوين
على الرغم من الصورة القاتمة التي قد تبدو واضحة الآن، إلا أن تاريخ البيتكوين مليء بدورات حادة مشابهة. يرى محللون بارزون – ومنهم مايكل سايلور – أن هذه التصحيحات ليست عيبًا، بل هي جزء أساسي من دورة نمو البيتكوين، حيث يحقق قممًا جديدة، ثم يمر بتراجع قوي، قبل أن يعود للارتفاع بشكل أقوى.
هزة كبيرة للعملات البديلة
هبوط البيتكوين لم يمر مرور الكرام؛ إذ تراجعت أغلب العملات البديلة مثل BNB وSOL وXRP وADA وZEC بنسب وصلت لـ 12% خلال يوم واحد. أما عملات الميم مثل DOGE وSHIB وPEPE فقد فقدت أغلب مكاسبها، مع هبوط PEPE بنسبة 80% منذ بداية العام.
ويترقب المحللون الآن مستوى الدعم الرئيسي للبيتكوين عند 94,000 دولار، بينما يتوقع المتداولون استمرار الضغوط على أغلب العملات البديلة في المدى القريب.
ما السبب الحقيقي وراء الانخفاض الحالي في العملات الرقمية؟
الأوضاع الاقتصادية العالمية هي المحرك الأساسي، خاصة بعد صدور بيانات تضخم أمريكية قوية، مما تسبب في تراجع توقعات خفض الفائدة، وبالتالي هروب السيولة من الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.
هل الهبوط الحالي يعتبر أمرًا طبيعيًا؟
نعم، تقلبات البيتكوين جزء من دورة نموه منذ ظهوره. عادة ما يحقق قممًا كبيرة، ثم يتراجع بقوة، ثم يعود لصعود أكبر، لذلك يرى المحللون أن ما يحدث لا يخرج عن النمط التاريخي.
كيف أثّر الهبوط على العملات البديلة؟
تراجعت معظم العملات البديلة بشكل لافت، متأثرة بانخفاض البيتكوين. بعض العملات فقدت بين 5% و12%، بينما سجلت العملات الميمي خسائر أعمق، مع توقعات بمزيد من الضغط على هذا القطاع.
يشهد سوق العملات الرقمية واحدة من أعنف موجات التراجع خلال عام 2025، مدفوعًا بعوامل اقتصادية عالمية وموجات تصفية ضخمة وتقلّبات خيارات العملات. ومع أن الصورة الحالية تبدو مشحونة بالقلق، إلا أن التاريخ يُظهر أن مثل هذه الدورات كانت دائمًا بداية لمراحل نمو جديدة. يبقى السؤال الآن: هل ينجح السوق في استعادة توازنه القريب، أم نشهد موجة أعمق خلال الأسابيع القادمة؟

