تدفّقات سلبية ضخمة تهز سوق العملات الرقمية.. وصناديق بيتكوين أول المتضررين!
في الأيام الأخيرة، تلقّى سوق العملات الرقمية ضربة موجعة لم تكن متوقعة بالنسبة لكثير من المستثمرين، خصوصًا حاملي صناديق الاستثمار المتداولة في بيتكوين (Bitcoin ETFs) داخل الولايات المتحدة. الهبوط المفاجئ في سعر بيتكوين إلى ما دون 89,600 دولار فتح الباب أمام موجة خسائر واسعة، ظهرت بوضوح في أداء أغلب الصناديق التي كانت تعتبر من أكثر أدوات الاستثمار استقرارًا نسبيًا داخل السوق الرقمي.
وبحسب بيانات صادرة عن Glassnode، فإن معظم الصناديق الفورية لبيتكوين أصبحت الآن في المنطقة الحمراء لأول مرة منذ إطلاقها. وعلى الرغم من ذلك، ما زال بعض المستثمرين القدامى الذين دخلوا السوق عند مستويات تتراوح بين 40 ألف و70 ألف دولار في منطقة آمنة نسبيًا من حيث الأرباح، بينما يعاني المستثمر العادي – الذي دخل عند مستويات أعلى – من خسائر غير محققة.
ورغم حجم الخسائر، إلّا أن المحللين يشيرون إلى أن المستثمرين طويلو الأجل لا يُتوقع أن يقدموا على البيع بدافع الخوف، حيث يعتبر أغلبهم أن هذه الاستثمارات مخصّصة للمستقبل البعيد، وليست عمليات تداول قصيرة الأجل تعتمد على تقلبات يومية.
موجة انسحابات ضخمة تهز السوق BTC
شهد يوم الاثنين واحدة من أكبر موجات الخروج من صناديق العملات المشفرة منذ شهور، حيث تم تسجيل 254.6 مليون دولار كصافي تدفقات خارجة دفعة واحدة.
وكان النصيب الأكبر من هذه الخسائر من نصيب صندوق بيتكوين التابع لـ BlackRock والذي سجّل خروج 145.6 مليون دولار، بينما خرج من بعض منتجات بيتكوين التابعة لـ Fidelity حوالي 12 مليون دولار.
هذه ليست حالة استثنائية، بل هي اليوم الخامس على التوالي الذي تشهد فيه صناديق بيتكوين تدفقات خارجة كبيرة، بدأت منذ 12 نوفمبر بخروج 278.1 مليون دولار، ثم تسارعت في اليوم التالي لتصل إلى 866.7 مليون دولار، وهو ثاني أسوأ يوم تدفقات منذ بدء عمل هذه الصناديق قبل خمسة أشهر فقط.
ولم تكن بيتكوين وحدها في هذا المأزق؛ فقد شهدت صناديق إيثريوم المتداولة أيضًا تدهورًا ملحوظًا، حيث سجلت صافي خروج بلغ 182.7 مليون دولار، من بينها 193 مليون دولار خرجت من منتج إيثريوم الذي تقدمه بلاك روك.
📉 السبب الحقيقي وراء التراجع ليس داخل سوق العملات الرقمية
صرح محللو السوق بأن ما يحدث لا يرتبط بمشكلة داخل صناعة العملات المشفرة نفسها، بل يعود إلى ظروف اقتصادية كلية يمر بها الاقتصاد العالمي، خصوصًا نقص السيولة وابتعاد المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر.
ومع ارتفاع التضخم وتشديد السياسة النقدية، يتجه الكثيرون للأصول الآمنة، ما يترك العملات الرقمية تحت ضغط مستمر. ويرى الخبراء أن أي تحسّن في السوق لن يحدث إلا مع ظهور علامات واضحة على تراجع التضخم أو تخفيف السياسات النقدية من جانب البنوك المركزية.
سولانا Solana مفاجأة السوق!
بين كل هذا النزيف، ظهرت صناديق Solana ETFs وكأنها تغرّد خارج السرب. فقد حققت تدفقات إيجابية مستمرة منذ إطلاقها في أكتوبر، مضيفةً يوم الاثنين فقط:
- 7.3 مليون دولار لصندوق Bitwise Solana.
- 0.9 مليون دولار لصندوق Grayscale Solana.
وبذلك يصل إجمالي التدفقات الواردة إلى نحو 390 مليون دولار، وهو رقم يوضح بوضوح أن Solana ما زالت قادرة على جذب المستثمرين حتى في أحلك ظروف السوق الحالية.
سوق العملات الرقمية يعيش مرحلة ضغط قوية، وصناديق بيتكوين وإيثريوم تحديدًا تواجه موجات خروج ضخمة أربكت أداءها. ومع ذلك، تبقى الرؤية طويلة الأجل لدى المستثمرين الكبار ثابتة، بينما يواصل Solana مفاجأة الجميع بأداء مختلف تمامًا.
وفي النهاية، يظل مستقبل السوق مرتبطًا بالوضع الاقتصادي العالمي أكثر من كونه مرتبطًا بالعملات الرقمية نفسها.
