رئيس أمازون يكشف سر قرارات التسريح المفاجئة: فلسفة جديدة وليست أزمة مالية
أكد آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، أن قرار تسريح عدد كبير من الموظفين لا علاقة له لا بالأزمات المالية ولا بالذكاء الاصطناعي، بل هو خطوة مقصودة لإعادة ترتيب البيت الداخلي واسترجاع المرونة التي اشتهرت بها الشركة منذ تأسيسها.
وأوضح جاسي خلال مكالمة أرباح أمازون الأخيرة أن الهدف من هذه القرارات هو تبسيط الإدارة وإزالة التعقيدات التنظيمية التي تراكمت في السنوات الماضية، مؤكدًا أن ما يحدث هو “إعادة توجيه فلسفي” أكثر من كونه إجراء ماليًا.
وأضاف أن الشركة تريد العودة إلى أسلوبها الأصلي الذي يعتمد على الجرأة والسرعة في اتخاذ القرار، تمامًا كما كانت أيام جيف بيزوس الأولى.
🧭 إعادة تنظيم بثقافة جديدة
رفض جاسي ما يتم تداوله حول أن التسريحات ناتجة عن توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في الشركة، مشيرًا إلى أن ما يجري هو إعادة إطلاق ثقافية تهدف لإزالة البيروقراطية الزائدة وتحفيز روح المبادرة داخل فرق العمل.
- وأكد أن أمازون لا تمر بضائقة مالية، بل على العكس “تتحرك من موقع قوة”، لكنها بحاجة إلى تطوير أسلوبها الداخلي لتبقى في الصدارة مع تسارع التغييرات التقنية حول العالم.
الأتمتة ليست السبب الحقيقي
اعترف جاسي بأن الذكاء الاصطناعي سيؤثر في طبيعة بعض الوظائف مستقبلًا، لكنه شدد على أن القرارات الحالية لا علاقة لها بالأتمتة. وقال بوضوح: "نحن لا نستبدل البشر بالآلات، بل نعيد تعريف مسؤولياتهم لتصبح أكثر فاعلية وإبداعًا."
وأضاف أن أمازون ما زالت تعتمد بشكل كبير على العقل البشري في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها، مما يجعل العنصر الإنساني جزءًا أساسيًا من مستقبل الشركة.
العودة إلى نهج بيزوس
يرى محللون أن جاسي يحاول إعادة إحياء نهج جيف بيزوس، القائم على المغامرة والسرعة في التنفيذ. فخلال جائحة كورونا، تضاعف عدد موظفي أمازون بشكل ضخم لتلبية الطلب الهائل، لكن هذا التوسع أوجد هياكل إدارية متضخمة جعلت عملية اتخاذ القرار أبطأ.
ومن هنا جاء القرار الأخير ليعيد أمازون إلى شكلها الأخف والأكثر مرونة، حتى لو كان الثمن تسريح آلاف الموظفين.
أمازون والمستقبل
اختتم جاسي تصريحاته مؤكدًا أن الهدف من كل هذه الخطوات هو ضمان استمرار أمازون في الصدارة وسط سوق سريع التغيّر. وقال: "في زمن تتبدل فيه التكنولوجيا بسرعة، يجب أن نظل أسرع وأكثر مرونة من أي وقت مضى، وهذا ما نسعى إليه."
بهذه الخطوة، تسعى أمازون إلى التطور التنظيمي لا التقني فقط، محافظة على جوهرها الريادي الذي جعلها واحدة من أكثر الشركات ابتكارًا في العالم.
