خطة صحية كبرى بالخرطوم: تشغيل 27 مستشفى و214 مركز وتأهيل شامل حتى نهاية العام
أعلنت لجنة حكومية مختصة في السودان عن تنفيذ خطة اتحادية واسعة تهدف إلى إعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف ولايات البلاد، وعلى رأسها ولاية الخرطوم، التي شهدت أكبر تضرر في بنيتها الصحية عقب اندلاع حرب 15 أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ووفقًا لتقارير اللجنة الفنية لتأهيل المرافق الصحية، فقد بلغ عدد المستشفيات العاملة حاليًا في ولاية الخرطوم 27 مستشفى من إجمالي 56، بينما عادت 214 مركزًا صحيًا إلى الخدمة من أصل 276 مركزًا. كما تم تحديد مجموعة من المشاريع المستهدفة ضمن خطة العام الحالي لاستكمال ما تبقى من أعمال الصيانة والتأهيل.
وأشار مدير الإدارة العامة للطب العلاجي بوزارة الصحة، الدكتور حيدر محمد عبد النبي، خلال الاجتماع الدوري للجنة الفنية، إلى أن الجهود تتركز حاليًا على دعم تشغيل المرافق الحيوية، خاصة أقسام الطوارئ والحوادث في المستشفيات، لضمان استمرار الخدمات الطبية للمواطنين.
كما ناقش الاجتماع الذي عُقد بمقر وزارة الصحة بالخرطوم، برئاسة الدكتور حيدر، وبمشاركة عدد من مسؤولي الإدارات الفنية، التقارير الخاصة بالمشاريع الصحية التي تمت الموافقة عليها مسبقًا، بالإضافة إلى نتائج الزيارات الميدانية التي رصدت مستوى العمل في المراكز والمستشفيات المختلفة.
من جانبه، استعرض الدكتور محمود القائم مقرر اللجنة الفنية، الخطوات التي تم تنفيذها حتى الآن ضمن الخطة العامة لتطوير المرافق الصحية، بجانب التحضيرات الجارية لإعداد البروفايل الصحي لولاية الخرطوم الذي يهدف إلى تحديث قاعدة البيانات الصحية وتحديد الأولويات بدقة.
وخلال الاجتماع، تم التوافق على عقد ورشة عمل موسعة لمناقشة سبل تطوير البروفايل الصحي للولاية بمشاركة جميع الجهات ذات الصلة، وهو المقترح الذي قدمه مدير إدارة الإستراتيجية والتخطيط الدكتور محمد إبراهيم، على أن يتم عرض مخرجات الورشة على اللجنة العليا خلال اجتماعها القادم.
وأوضح الدكتور حيدر أن الخطة الحالية تشمل دعم 16 مستشفى و31 مركزًا صحيًا كمرحلة أولى، تم تنفيذ 5 منها حتى الآن بالتعاون بين وزارة الصحة وشركاء العمل في المجال الصحي. كما أشار إلى أن 9 مستشفيات جديدة تم الانتهاء من تأهيلها بنسب متفاوتة، ضمن خطة العام 2025 التي تستهدف تطوير 15 مستشفى إضافيًا.
وأكد حيدر أهمية استمرار العمل على تشغيل العيادات الجوالة والمراكز الريفية لتوفير الخدمات الطبية الأساسية للمناطق الطرفية والعائدين تدريجيًا إلى الخرطوم، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز التنسيق مع الكوادر الصحية ذات الخبرة الواسعة لضمان تنفيذ الخطة بكفاءة.
وفي ختام الاجتماع، أشادت اللجنة الفنية بالجهود المبذولة من جميع الجهات المشاركة في إعادة بناء المنظومة الصحية بالخرطوم، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل بداية قوية لاستعادة الخدمات الطبية تدريجيًا وتهيئة البيئة الصحية في العاصمة ومختلف الولايات.