نهاية الأكسجين على الأرض هل سنعيش بدون الهواء Earth؟
يصعب علينا أن نتخيل لحظة واحدة من الحياة على الأرض دون الأكسجين، هذا الغاز الذي يُعد شريان البقاء لجميع الكائنات الحية. لكن، ماذا لو جاء يوم نفد فيه هذا المخزون الحيوي؟ هل ستظل الحياة ممكنة على كوكبنا، أم أن الأمر سيكون بداية النهاية؟
كيف يمكن أن تنتهي الحياة على الأرض؟
يطرح العلماء عدة سيناريوهات قد تُنهي الحياة كما نعرفها، بدءًا من تغيرات مناخية حادة، وارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون، مرورًا باصطدام كويكب ضخم بالأرض، وصولًا إلى الزيادة التدريجية في حرارة وسطوع الشمس، والتي يتوقع البعض أنها ستغير شروط الحياة جذريًا.
لكن فريقًا من الباحثين يرى أن التهديد الأكبر للحياة قد يكون فقدان الغلاف الجوي الغني بالأكسجين. هذه النتيجة استندت إلى نماذج حاسوبية متطورة تتنبأ بالفترة المتبقية قبل أن يبدأ الأكسجين في الانخفاض الحاد.
رحلة الأكسجين على كوكب الأرض
يعود أصل الأكسجين على كوكبنا إلى ما يُعرف بـ "حدث الأكسدة العظيم"، وهي نقطة تحول فارقة قبل نحو 2.5 مليار عام، عندما ارتفعت نسب الأكسجين في الغلاف الجوي والمحيطات بشكل غير مسبوق، مما أفسح المجال أمام ظهور أشكال حياة أكثر تعقيدًا.
ويرجح العلماء أن هذه الطفرة البيئية جاءت بفضل كائنات دقيقة وحيدة الخلية، غيرت وجه الحياة على الأرض إلى الأبد.
ساعة الصفر: متى سينتهي الأكسجين؟
- وفق دراسة نُشرت في مجلة Nature Geoscience، استخدم الباحثان كازومي أوزاكي من جامعة توهو، وكريستوفر راينهارد من معهد جورجيا للتكنولوجيا، نموذجًا يحاكي مناخ الأرض ومستويات غازاتها. النتائج أشارت إلى أن الغلاف الجوي الحالي الغني بالأكسجين قد يستمر لنحو مليار عام فقط، قبل أن يتغير جذريًا ليعود أشبه بما كان عليه قبل "الأكسدة العظمى".
حينها، سترتفع مستويات الميثان، وتنخفض نسب ثاني أكسيد الكربون، وتختفي طبقة الأوزون، لتصبح الأرض بيئة لا تناسب سوى الكائنات التي لا تحتاج للأكسجين للبقاء.
ما وراء الغلاف الجوي
يرتبط مستقبل الأكسجين بتغيرات الشمس على المدى الطويل، إذ سيؤدي ازدياد سطوعها وحرارتها إلى تقليل ثاني أكسيد الكربون الضروري لعملية البناء الضوئي، مما قد يتسبب في انهيار النظام البيولوجي الحالي.
ورغم أن الأكسجين يُعد أحد أهم المؤشرات على وجود حياة خارج الأرض، إلا أن الاعتماد عليه كعلامة وحيدة قد يقلل من فرص اكتشاف حضارات أو كائنات في كواكب أخرى.