مأساة التلفزيون والراديو: عندما يتحول التسويق الإلكتروني إلى شحاتة فاخرة!
إعلانات التلفزيون والراديو: بين دموع الفقراء ورفاهية الأثرياء 😆، التليفزيون ميعرفش حاجة من أركان الإسلام غير ركن الزكاة والنص التانى ڤيلل ب 37مليون بس للناس البسيطه يعنى + تبرع لبنك الطعام المصري.
إذا كنت ممن يشاهدون التلفزيون أو يستمعون إلى الراديو، فأنت بالتأكيد مررت بتلك اللحظات العجيبة التي تجعلك تشعر وكأنك تعيش في عالمين متوازيين. عالم يدعوك للتبرع لإنقاذ الفقراء والمحتاجين، وعالم آخر يخبرك أن هناك فيلا على البحر بسعر خيالي "لكنها للناس البسيطة فقط.
إعلانات التلفزيون | المزايدة على الخير والرفاهية
- التلفزيون هو المسرح المثالي لدراما الإعلانات المتناقضة. يبدأ الأمر بإعلان مؤثر: 📺 "تبرع ولو بجنيه.. هناك أناس لا يجدون لقمة العيش" 🎶 (خلفية موسيقية حزينة، طفل ينظر للكاميرا بعيون دامعة).
- ثم، وقبل أن تلتقط أنفاسك، يفاجئك الإعلان التالي: 📢 "امتلك وحدتك الفاخرة في الكمبوند الفلاني.. بسعر يبدأ من 50 مليون جنيه فقط!" 🎶 (موسيقى راقية، حمام سباحة لا نهائي، زوجان يبتسمان فوق يخت).
- إعلان: "بنك الطعام المصري في ظهرك".. وبعدها إعلان "عربية بـ 10 مليون.. قسطها وأنت مرتاح!".
- شارك في بناء مستشفى الفقراء".. وبعدها إعلان كومباوند للناس الراقية بأقساط مريحة ١٠٠ ألف في الشهر. 😂😂 تحس إن التليفزيون عايش في كونين موازيين.
- إعلان: "أنقذ حياة طفل بتبرعك".. الإعلان اللي بعده: "امتلك شاليه في الساحل.. عرض لا يعوض بـ ٤٠ مليون بس مستني اية؟.
- التليفزيون: "الدنيا فانية، تبرع وأنقذ روح".. وبعدها إعلان أحدث موديلات اليخوت الفارهة.
- التليفزيون: "كفالة اليتيم صدقة عظيمة".. الإعلان اللي بعده: احجز شقتك في دبي.. الحجز بـ ٢ مليون فقط.
وهكذا تجد نفسك ممزقًا بين رغبتك في مساعدة الفقراء، وحلمك السري بامتلاك قصر على الطراز الأوروبي! حتى أن بعض القنوات أضافت "فقرة تبرعات" وسط المسلسلات وكأنها إعلان تجاري لا بد منه، لتجد نفسك تشاهد مشهدًا حزينًا في المسلسل، ثم يليه إعلان عن التبرع، ثم إعلان عن أحدث عروض الطائرات الخاصة!
إعلانات الراديو: تبرع وإلا سنعيد الإعلان كل خمس دقائق😆
- أما الراديو فهو حالة أخرى من التكرار القاتل. إذاعة القرآن الكريم، على سبيل المثال، تحولت في معظم الأوقات إلى إذاعة رسمية للتبرعات، حيث لا يمكنك الاستماع إلى أي برنامج ديني دون أن يطلب منك أحدهم التبرع لمستشفى، أو لمشروع سقيا الماء، أو لمؤسسة خيرية جديدة.
- الراديو: مستشفى السرطان محتاجة دعمكم.. تبرع بصدقــة.
- المذيع بخشوع: "أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم.. تبرع الآن لمستشفى كذا وكذا..." 🎶 (صوت ابتهالات مؤثرة). ثم، وكأنك انتقلت إلى عالم آخر تمامًا، تسمع الإعلان التالي: 📢 "امتلك عربيتك المرسيدس بأقساط مريحة، فقط بـ 5 مليون جنيه!" 🎶 (صوت فرامل رياضية وزمجرة محرك V8).
وتجد نفسك تتساءل: هل المطلوب أن أتبرع أم أن أشتري سيارة فاخرة؟! هل أنا في حملة لجمع التبرعات أم في مهرجان للعروض الفخمة؟.
التبرع أو الشعور بالذنب!
السر وراء نجاح هذه الإعلانات هو العزف على أوتار المشاعر. الإعلان الأول يجعلك تشعر بأنك شخص بلا قلب إذا لم تتبرع، والإعلان الذي يليه يجعلك تشعر بأنك فاشل إذا لم تعش حياة الرفاهية! وكأن التلفزيون والراديو قد قررا أن يجعلاك في دوامة لا نهائية من الحيرة بين الخير والترف.
سواء كنت تشاهد التلفزيون أو تستمع إلى الراديو، ستظل هذه الإعلانات تلاحقك بلا رحمة. لكن في النهاية، تذكر أن التبرع أمر طيب، بشرط ألا تجده في إعلان يليه إعلان عن جزيرة خاصة للبيع. 😂
التسويق الإلكتروني الإعلاني للإعلام المصري
ماهي الحلول؟ هل نكسر التلفزيون والراديو ولا نعمل ايه!.
- استخدم "الميوت" وقت الإعلانات - هتلاقي راحة نفسية كبيرة.
- خد الموضوع كوميدي - بدل ما تتضايق، اعتبرها فقرة ضحك مجانية كل مرة يظهر فيها إعلان متناقض.
- أما لو حسيت إن الموضوع زاد عن حده، يبقى اقطع التلفزيون والراديو نهائيًا، وعيش حياتك في سلام.
- أما لو حسيت إن الموضوع زاد عن حده، فالحل الوحيد إنك تبيع التلفزيون، تكسر الراديو، وتعيش في كهف.. بس حتى هناك ممكن تلاقي إعلان منحوت على الحيطان: (تبرع ولو بحجر). 😂
حاجة تحزن والله العظيم! بقى الإعلام اللي كان بيرفع الوعي وينقل الحقيقة، اتحول لمنصة شحاتة مقننة! الواحد بقى يحس إنه بيتفرج على فيلم درامي ممزوج بإعلانات العقارات الفاخرة، وبين الحزن والضحك.. مفيش غير المشاهد هو اللي تايه.
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. 🤍