نظام التفاهة، إن التافهين قد حسموا المعركة لمصلحتهم في هذه الأيام. ويبحث كل منهم عن الشهره عبر منصات التواصل الإجتماعي، ويبحث كل منهم علي تكوين قاعده جماهيريه بمعلومات سخيفة ليبني مجتمع له عبر الإسفاف والتفاهات، والبعض الأخر يريد أن يبني مجتمع له من معلومات غير حقيقية حسب مجال مختلف او غير ذلك والبعض منها مغلوطه، ولكن لا يهم ذلك لأن جميعهم يسيرون علي نهج واحد وهو البحث عن الشهرة حتي لو كلفهم الأمر ان يزيلو قيمهم من أجل الريتش او التفاهه. حيث سيطر التافهون علي الفضاء الرقمي.
انحدار القيم وصعود التفاهة والبحث عن الشهرة
لقد تغير الزمن، ولم تعد القيم الرفيعة معيارًا للتقدير، حيث سيطر التافهون على الفضاء الرقمي، وجعلوا من الإسفاف والإثارة أدواتٍ لتحقيق الشهرة. ومع غياب المبادئ، أضحى هذا العصر زمنيًا هابطًا يعتلي فيه كل من يجيد الإسفاف قمة المشهد، بينما يتوارى أصحاب القيم في زوايا الظل.
منصات التواصل الاجتماعي، التي كان من المفترض أن تكون أداة للتطور الفكري وتبادل الخبرات، أصبحت مسرحًا لإنتاج التفاهة، حيث المحتوى العشوائي والمثير للجدل هو سيد الموقف، بينما تندر المحتويات الهادفة التي تُثري العقول وترتقي بالمجتمعات.
لماذا انتشرت وباء التفاهة؟
- سهولة النشر: تتيح الأدوات الرقمية لأي شخص نشر أفكار ومحتويات بلا أي قيود معرفية، مما ساعد على تدفق المواد السطحية.
- الهوس بالشهرة: السعي المحموم نحو الأضواء دفع البعض لتقديم محتويات تستند إلى الابتذال، لإثارة الجدل وجذب المتابعين.
- غياب المعايير: في عالم لا يميز بين القيمة والضجيج، يجد التافهون أنفسهم في مقدمة المشهد.
شهرة زائفة وواقع مضلل
وباء السخافة في مجتمعنا: تتحول السخافة إلى "منتج" يجذب ملايين المتابعين، حيث أصبح التفاهة أسلوب حياة يروَّج له باعتباره الوسيلة الأسهل لتحقيق الشعبية. وكما يُقال: "إذا كان المنتج مجانيًا، فأنت السلعة." فالجماهير التي تنجذب للمحتوى التافه تساهم في ترسيخ هذه الظاهرة، سواء بوعي أو بدونه.
التفاهة: صناعة ممنهجة أم اختيار فردي؟ لا يمكن اعتبار صعود التفاهة مجرد ظاهرة فردية عفوية، بل هناك من يعمل بشكل ممنهج على تعزيز هذه الحالة. الهدف؟ تهميش القضايا الكبرى، وحصر اهتمامات الشعوب في محتويات تافهة تلهي العقول، وتُضعف الحس النقدي، لتصبح المجتمعات أكثر هشاشة أمام التأثيرات الخارجية.
الأثر المدمر للتفاهة
- إفساد الذوق العام: تسطيح الفكر ونشر السطحية.
- إضعاف القيم: تشجيع السلوكيات السلبية على حساب المبادئ الأخلاقية.
- تضليل الأجيال: تشويه مفاهيم النجاح، وتحويل الفارغين إلى رموز يُحتذى بها.
كيف نواجه التفاهة؟
- نشر الوعي: توعية المجتمع بخطورة المحتوى السطحي وأثره على الأجيال.
- تشجيع المحتوى الإيجابي: دعم المشاريع الإبداعية التي تقدم قيمًا فكرية وثقافية راقية.
- الرقابة المؤسسية: على الجهات المعنية أن تلعب دورًا فاعلًا في مواجهة هذه الظاهرة، عبر تعزيز المحتويات الهادفة والحد من الإسفاف، والابتعاد عن التافهيين.
- عدم متابعه الاشخاص التافهين عبر صفحاتهم وتجاهلهم وعدم التفاعل معهم.
على الأفراد أن يدركوا قيمة أوقاتهم وعقولهم، وأن يتجنبوا المساهمة في تفشي هذه الظاهرة، سواء بالمشاهدة أو التفاعل. وكما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يُمِيتُونَ الْبَاطِلَ بِهَجْرِهِ." فلنهجر التفاهة، ولنُحيِ الحق بوعيٍ، حتى لا يصبح الأقزام عمالقةً في زمن الفراغ.